ترجمة خاصة - شبكة قُدس: أجرى موقع “والا” مقابلة خاصة مع ميتشل دي سيلفر، المعروف باسم “ميتـش”، أحد أبرز الخبراء الأمنيين في نيويورك. بدا سيلفر مترددًا وهو يتحدث عن تراجع الشعور بالأمان لدى اليهود الصهاينة في المدينة، لكنه أعرب عن قلق أكبر مما قد يحدث بعد الانتخابات البلدية المقبلة.
وحذّر قائلاً إنّ “الوضع الأمني للجالية اليهودية في نيويورك قد يتدهور في يناير 2026 إذا فاز زهران ممداني برئاسة البلدية”، مضيفًا أن الأخير لا يرى أي مشكلة في الشعار “من النهر إلى البحر”، وهو ما يثير مخاوف أمنية خاصة في مدينة يسيطر رئيس بلديتها على الشرطة ويحدد سياساتها.
سيلفر أوضح أن خطورة الأمر تكمن في أنّ مواقف العمدة المنتخب ستنعكس مباشرة على كيفية استخدام الشرطة، إمّا في تعزيز حماية المجتمعات، أو في التساهل مع احتجاجات قد تخرج عن السيطرة. “هذه أمور تثير قلقي بشدة كخبير أمن، وأتمنى أن أكون مخطئًا”، أضاف.
وعمل سيلفر مديرًا لمبادرة “الأمن المدني” (CSI)، وهي هيئة مسؤولة عن حماية المؤسسات اليهودية في منطقة نيويورك. قبل ذلك، كان يشغل منصب رئيس قسم التحليل الاستخباري في شرطة نيويورك (NYPD). إلى جانب ذلك، يُدرّس في جامعة كولومبيا مساقًا حول التهديدات الحديثة في البيئات الحضرية.
وعلاقة سيلفر بـ”إسرائيل” قديمة وشخصية، إذ نشأ كصهيوني متحمّس، وزار فلسطين المحتلة ضمن برنامج “مرفيه” الذي يهدف إلى ربط الشباب اليهود في الشتات بالمشروع الصهيوني، متضمنًا تدريبًا عسكريًا قصيرًا في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وكان معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي قد حذر في تقرير من دخول مكانة “إسرائيل” في الولايات المتحدة مرحلة أزمة غير مسبوقة، بعدما تآكلت بشكل ملحوظ قاعدة الدعم التقليدية التي اعتادت عليها. فالتأييد لها يتراجع بحدة داخل الحزب الديمقراطي، بل ويمتد حتى إلى بعض صفوف الجمهوريين.
وأوضح المعهد هذا التراجع يظهر بشكل واضح بين فئة الشباب من كلا المعسكرين السياسيين، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى أن صورة “إسرائيل” في الوعي الأميركي تتأثر سلبًا مباشرةً بممارساتها خلال الحرب وبالأوضاع الإنسانية الكارثية في قطاع غزة.
وأشار إلى أنه حتى داخل الجالية اليهودية الأميركية، ولا سيما في الأوساط الليبرالية، تتزايد الانتقادات وتتقلص مساحات الدعم. هذه التحولات تحمل انعكاسات خطيرة على حرية الحركة الدبلوماسية والعسكرية لـ”إسرائيل”، خصوصًا في وقت تتعمق فيه تبعيتها لرئيس أميركي يُنظر إليه على أنه غير متوقع وللحزب الجمهوري الذي بدأ بدوره يشهد أصواتًا ناقدة لمسارها وحجم الدعم الممنوح لها.
ووفقا للمعهد، أما في أوساط القاعدة الديمقراطية، فقد أصبحت الفجوة أعمق، ما يُتوقع أن يصعّب كثيرًا على أي قيادة مستقبلية للحزب إعادة إنتاج مستوى الالتزام التقليدي تجاه “إسرائيل”. ورغم أن هناك بقايا من قواعد الدعم المهمة، خاصة بين أوساط اليهود الأميركيين، وكبار السن، والمحافظين، والمسيحيين الإنجيليين، إلا أن هذه الدوائر وحدها لا تكفي لضمان تأييد واسع ومستقر.
وتشير الاستطلاعات إلى أن الاكتفاء باستراتيجية إعلامية أو ترويجية لن ينجح في قلب الموازين. فاستعادة “إسرائيل” لمكانتها تتطلب خطوات عملية واضحة، في مقدمتها إنهاء الحرب، تحسين الوضع الإنساني في غزة، وصياغة استراتيجية طويلة الأمد تضمن استقرار علاقتها الوثيقة مع الولايات المتحدة.